كفاح الشعب الفلسطيني ودعم الشعوب العربية والعالمية
قادر على إسقاط مؤامرة ترامب - نتنياهو
في اطار سلسلة المؤامرات المستمرة على الشعب الفلسطيني أعلن ترامب ونتنياهو عن مؤامرة جديدة وخطيرة لتصفية القضية الفلسطينية تحت اسم " صفقة القرن" وذلك في مؤتمر عقد بالبيت الأبيض وبحضور سفراء كل من (البحرين وعُمان والإمارات ) ، وما أعلنه ترامب عن هذه المؤامرة هو تأكيد لكل مواقفه السابقة المنحازة لإسرائيل ، وذلك من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ، وحقها في ضم غور الأردن والمستوطنات ومناطق واسعة في الضفة الغربية ( تمثل 40 %مما نصت عليه اتفاقات أوسلو ) ورسم حدوداً مؤقتة لدويلة (كانتونات) فلسطينية للحكم الذاتي منتقصة السيادة ومنزوعة السلاح ، وخاضعة تماماً لهيمنة الكيان الصهيوني الذي يفرض سيطرته الشاملة عليها وعلى حدودها ، وإهدار حق العودة للفلسطينيين إلى أراضيهم والتآمر لإعادة توطينهم في بعض الدول العربية على أن يتم تمويل تلك العملية بأموال خليجية عربية ،والضغط على الفلسطينيين على الاعتراف بالدولة اليهودية ، وفرض التطبيع على البلدان العربية مع الكيان الصهيوني وجرهم إلى التحالف مع إسرائيل لمقاومة إيران باعتبارها العدو الرئيسي على المنطقة ، وشيطنة المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي باعتبارها إرهاباً .ومن المؤكد أنه لم يكن ممكناً الإعلان عن هذه الصفقة بهذا الشكل الوقح والمستفز إلا في ظل الأوضاع العربية المأزومة والمتردية ، وتواطؤ العديد من الأنظمة العربية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ، وتردي الوضع الداخلي الفلسطيني بسبب الانقسام وغيره من السياسات الخاطئة مما شجع إدارة ترامب ونتنياهو لمسابقة الزمن لفرض مشروعهم التصفوي للقضية الفلسطينية .ويتفق الحزب الشيوعي المصري مع ما أعلنته الفصائل الفلسطينية في أن السبيل الوحيد لإسقاط هذه المؤامرة الجديدة هو اتخاذ خطوات فورية وحازمة لإنهاء الانقسام ، وتوحيد كل الجهود من أجل تفعيل المقاومة الشعبية وتوحيد أطرها وتصعيدها وصولاً لانتفاضة شعبية شاملة في وجه الاحتلال والعنصرية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعد تجديدها وتطويرها ومقرطة مؤسساتها بإعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بشكل يمكنها من استعادة المبادرة وإعادة بناء حركة تضامن قوية عربيا ودوليا مع الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال ، مما يسهم في العمل على توسيع حملة مقاطعة إسرائيل. كما يساند الحزب المواقف الفلسطينية المطالبة بوقف العمل بكافة الاتفاقيات الفلسطينية الموقعة مع إسرائيل وفي مقدمتها (اتفاق أوسلو) وإلغاء كافة الالتزامات المترتبة عليها .وقد تجلت بشائر هذه المقاومة الشعبية في المظاهرات التي اندلعت فور الإعلان عن هذه الصفقة في الضفة وغزة والتي نأمل أن تتواصل وتتصاعد حتى يسمع العالم كله صوت الشعب الفلسطيني الرافض لهذه المؤامرة والمطالب بإنهاء الاحتلال .ويرى الحزب لشيوعي المصري ضرورة توحيد جهود الشعوب العربية وقواها الوطنية والتقدمية لدعم نضال الشعب الفلسطيني وتصعيد حملات التضامن وحملات المقاطعة مع الكيان الصهيوني .وفي هذا السياق يطالب حزبنا الحكومة المصرية بالتمسك بالثوابت الأساسية لحل القضية الفلسطينية وفق القرارات والمواثيق الدولية ، واحترام خيارات الشعب الفلسطيني الرافضة لهذه الصفقة ، ومساندة مواقفه ومواقف قياداته التي أكدت جميع فصائلها على أن هذه الصفقة " لن تمر " .ويؤكد الحزب الشيوعي المصري على أن كفاح الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بدعم الشعوب العربية ، ومساندة الغالبية الساحقة من شعوب وبلدان العالم والمنظمات والهيئات الدولية ، قادر على التصدي لهذه المؤامرة الامبريالية الصهيونية وإسقاطها كما أسقط العديد من المؤامرات السابقة خلال مسيرته التاريخية الطويلة من أجل تحقيق كل أهدافه المشروعة .
المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري