.
.
التدخل
التركي في ليبيا تهديد مباشر
للأمن
القومي المصري والعربي والافريقى
-------------------------------
ينطلق قرار أردوغان, بالتدخل العسكري في ليبيا من محاولة استعادة ما يسميه
ب"ارث أجداده العثمانيين", حسبما صرح هو بلسانه, في منطقة الشرق العربي
،واستناداً إلى اتفاقية غير شرعية مع حكومة السراج المدعومة من الجماعات الإرهابية.
والهدف المضمر لأردوغان هو محاولة الهيمنة على حوض المتوسط بخيراته الهائلة
في الغاز المكتشف حديثا, أو على الأقل اقتسامها مع أصحابها الشرعيين. وطبيعي أن ذلك
لن يتم إلا بمحاولة إضعاف أنظمة الحكم القائمة وتقسيم الأقطار العربية إلى كانتونات
ضعيفة على أسس طائفية ودينية. وأداته في ذلك هي التنظيمات الدينية الإرهابية مثل الإخوان
والقاعدة وأخواتهما.
وهنا يلتقي مخطط أردوغان مع مخططات الكيان الصهيوني والغرب الامبريالي,
الذي سمح له بالتدخل في سوريا, وغض الطرف حتى الآن عن عربدته في بلدان المنطقة والتدخل
اليومي في شؤونها الداخلية. ولكن من سوء طالعه أن قام الشعب المصري بثورته في الثلاثين
من يونيو فأسقط حكم الإخوان الذي كان يعد اللبنة الأساسية في تلك المشروعات التقسيمية
على أساس ديني وطائفي .
وهاهو مشروعه في سوريا يأخذ في التراجع والهزيمة ، كما تم إسقاط حكم الإخوان
في السودان. ولذا أخذ يجرب حظه في ليبيا باعتبارها الحلقة الأضعف في سلسلة البلدان
العربية المرشحة للابتلاع العثماني الجديد, آملا أن تتحول إلى منصة للتدخل في مصر التي
لم ينس لها ثأره القديم معها, عبر إرهابييه من المرتزقة المستعدين للتوجه إلى حيث يريد,
عله ينجح هذه المرة.
وعلى هذا, فان التفويض, الذي أصدره البرلمان التركي لأردوغان بالتدخل
العسكري فى الشأن الليبي ماهو إلا حلقة في سلسلة الممارسات العدوانية التركية تجاه
المنطقة العربية.
أولا: محاولة الهيمنة على مقدرات الدولة الليبية, وإعادة استعمارها من
جديد.
ثانيا: إزكاء التوتر القائم بالفعل في منطقة الشمال الأفريقي والصحراء
الكبرى,بما يزيد من قوة وشراسة التنظيمات الإرهابية في كل من تشاد والنيجر ومالي ونيجيريا،
وهو مايمثل تهديدا مباشرا لأمن تلك المنطقة بالكامل, ومصر من بينها.
ثالثا: إن أكثر ما يمثل خطورة على الأمن القومي المصري من جراء هذا التدخل
التركي, في حال نجاحه, هو على النحو التالي:
1- أنه يمكن أن يقوم بتسهيل
عبور الإرهابيين إلى مصر, على غرار ما تم في سوريا, (والنوايا العدوانية تجاه مصر لا
تخفى على أحد) عبر حدود طولها يتجاوز الألف كيلومتر ويصعب إغلاقها بالكامل, في حال
عدم تعاون الطرف الآخر, وقد عانينا من ذلك طوال الفترة الماضية .
2- يمكن أن يتيح لتركيا إمكانية تهديد المصالح الاقتصادية المصرية في البحر المتوسط
.
3- إن وجود كيان اخوانى على
حدودنا الأقرب يمكن أن يحفز خلايا الإرهاب النائمة وتغرق مصر في موجة إرهاب داخلي جديدة
.
وانطلاقا من وعينا بهذه المخاطر فإننا في الحزب الشيوعي المصري نؤكد
على ضرورة توحد كل الشعب المصري ، وتضافر جهود كل القوى الوطنية مع جيش مصر
ومؤسساتها لدعم الشعب الليبي وجيشه الوطني بكل الوسائل للتصدي لهذه
المؤامرة وإحباطها .
4 يناير
2020
المكتب
السياسي للحزب الشيوعي المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق