الأحد، 19 سبتمبر 2021

الحزب الشيوعي المصري يحتفل بمئوية تأسيسه

 

 

 


الحزب الشيوعي المصري مائة عام من النضال


من رواد ورائدات الحزب الشيوعي المصري


جوزيف روزنتال :

هو أول من سعي الى تكوين النقابات العمالية فى مختلف الصنائع والمهن بالأسكندرية حتى بلغ عدد هذه النقابات 33 نقابة بالاسكندرية وحدها فى عام 1920وأول من طرح ضرورة تأسيس إتحاد عام للعمال يتم إنشاؤه من إلإتحاد الطوعى للنقابات وبدأ بنفسه تنفيذ هذا المشروع وأنشأ أول إتحاد عام للنقابات يضم 21 نقابة بها 3000 عامل

ساهم بشكل أساسى فى إنشاء الحزب الإشتراكى المصرى عام 1921 الذي تحول اسمه الى الحزب الشيوعي المصري .

هنري كوريل :

 

هنرى دانيال كوريل يهودى مصرى شيوعى ، اتولد بالقاهرة فى 13 سبتمبر 1914 ، كان ناشط سياسي مصرى فرنساوى اسس منظمة شيوعيه فى مصر " الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو)" و من مؤسسيين الحزب الشيوعى المصرى . هاجر على باريس سنه 1951 أسس مجموعة عرفت باسم " مجموعة روما ". كانت مجموعه باريسيه و ظلت علي اتصال كبير بالشيوعين المصريين و احتفظت باكبر ارشيف للحركه الشيوعيه المصرية و الذي يوجد حاليا    http://socialhistory.org/en واغتيل فى باريس فى 4 مايو 1978


الشهيد شهدي عطية الشاقعي :

 

هو منظر وناشط شيوعي مصري . ولد شهدي عطية الشافعي سنة  1913 بالاسكندرية كان شهدي أحد المؤثرين في مسار الحركة الوطنية في أربعينيات القرن العشرين في مصر، أشرف عام 1946 على تأسيس اللجنة الوطنية للطلبة والعمال في مصر. وحصل علي ليسانس الآداب ودبلوم المعلمين واشتغل بالتدريس حصل علي درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من كامبردج - بريطانيا، وبدأ التحضير لدرجة الدكتوراه في الفلسفة  تدرج في مناصب وزارة التربية والتعليم حتي وظيفة مفتش أول اللغة الإنجليزية، ويعد من أوائل المصريين الذين شغلوا هذا المنصب، ، أسس دار 'الأبحاث العلمية' ثم شارك في قيادة اللجنة الوطنية للطلبة والعمال سنة 1946، وقبض عليه في العام التالي، وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة سبع سنوات فصار أول سجين سياسي يدخل الليمان ويقيد بالسلاسل الحديدية، وظل الشيوعي الوحيد به، وخلال ذلك نظم مدرسة لمكافحة الأمية ونجح في تنظيم أول إضراب من نوعه في السجون المصرية للمطالبة بتحسين الطعام وظروف المعيشة، وفي أعقاب الثورة أفرج عنه بثلاثة أرباع المدة، وظل خاضعا للمراقبة القضائية حتي اعتقاله مرة ثانية في أول يناير 1959، وكان المتهم الأول في قضية حدتو التي قدمت إلي المحاكمة العسكرية في مارس.1960 وتوفى في 15 يونيو 1960بعد تعذيب وحشي في معتقل أوردي ليمان أبوزعبل في أعقاب محاكمته في قضية شيوعية وأحدث مقتله ردود فعل على المستوى الدولي - من مؤلفاته :

كتابه "أمريكا والشرق الأوسط" الذي صدر أثناء المقاومة الناصرية لحلف بغداد عام 1955+ وعقب تأميم قناة السويس والازمة السياسية التي نجمت عنها حرب 1956, كتب مؤلفه الشهير "تطور الحركة الوطنية المصرية 1882 – 1956" والذي يعتبر من أهم القراءات الوطنية الماركسية عن تاريخ مصر.. كما نشر عدداً من القصص القصيرة "مجموعة حارة ام الحسيني" مسلسة في جريدة المساء .

 

محمود أمين العالم :

 

منذ فترة مبكرة جداً كان عضوا نشطا في الحزب الشيوعي المصري وأصبح احد قيادات الحزب الشيوعي المصري وفي الحركة الوطنية المصرية ،  ساهم في اعادة تاسيس الحزب اول مايو عام 1975- هو واحداً من أهم المفكرين الموسوعيين، فهو لم يترك مجالاً فكرياً ولا نقدياً إلا وأسهم فيه، ولم يجذبه نشاطه السياسي الدؤوب في مختلف مراحل حياته بعيداً عن المسؤولية التي ألزم بها نفسه كناقد داعم للموهوبين وكاشف لهم في أي حقل كانوا.. وهو كان ناقد وفيلسوف، يُعتبر رائد الواقعية الاشتراكية في الأدب

تعرض العالم كغيره من الشيوعيين للاعتقال فيما بين 1959 و1964 لكنه ظل ملتزما بالخط اليساري الشيوعي سياسياً وآمن بأن عبدالناصر اقترب كثيراً من أهداف اليسار وحلمهم بالعدالة الاجتماعية، فانطلق يمنح من مواهبه سياسياً ونقدياً عبر ما أوكل إليه من مناصب ولم يتخل عن دوره حتى بعد أن تعرض للاستبعاد في عهد السادات.

تقلد عدة مناصب أدبية وثقافية مهمة، فقد كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للكتاب، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم. بالإضافة إلى ذلك فقد كان عضوًا باتحاد الشماركية، وعضوًا بنقابة الصحفيين المصريين، وبلجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة.

ترك «محمود أمين العالم» عدة مؤلفات مهمة، ومنها: «الإنسان موقف»، «معارك فكرية»، «فلسفة المصادفة»، «هربرث ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود»، «الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي»، «مفاهيم وقضايا إشكالية»، «الفكر العربي بين الخصوصية والكونية»، «مواقف نقدية من التراث»، «الإبداع أو الدلالة»، «من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل»، «الثقافة والثورة»، «تأملات في عالم نجيب محفوظ»، «الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر»، «البحث عن أوروبا»، «توفيق الحكيم مفكرًا وفنانًا»، «أربعون عامًا من النقد التطبيقي»، و«ثلاثية الرفض والهزيمة»... الى آخره .... هذا بخلاف ما أصدره القائد الشيوعي اثنا عشر عددا من الكتاب غير الدوري (قضايا فكرية) التي كان يصدرها الراحل العظيم الذي توفِّي عام ٢٠٠٩م.

 

القائد العسكرى بطل ثورة 23 يوليو 1952 "يوسف صديق" :

 

 هو يوسف صديق الملقب  بمنقذ الثورة والفارس الأسمر ... أنقذ الثورة عندما تحرك مع كتيبته قبل الموعد المحدد الى مقر قيادة الجيش ويستولى على المقر ويعتقل قادة الجيش ثم يسلم القيادة الى جمال عبد الناصر .............

انتمى يوسف صديق إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى الشيوعية «حدتو»، مع «أحمد حمروش» و«لطفى واكد» و«أحمد قدرى» مسئول طباعة منشورات «الضباط الأحرار»، و«آمال المرصفى» أصغر الضباط الأحرار  و«أحمد فؤاد» رئيس مجلس إدارة بنك مصر ، و «خالد محيى الدين" ..

بدواعى الانتماء كان طبيعيا أن يتوافق موقفا «خالد محيى الدين» و«يوسف صديق» مع ما تتبناه «حدتو» الشيوعية .

كان إعدام العاملين «خميس» و«البقرى» يوم (١٣) أغسطس (١٩٥٢) إثر احتجاجات لحقتها اضطرابات فى مصانع «كفر الدوار»، حكما جائرا وافق على تنفيذه مجلس قيادة الثورة، فيما اعترض ثلاثة عليه والتحديد هنا ضرورى: «خالد محيى الدين» و«يوسف صديق» و«جمال عبدالناصر».

فى أزمة مارس  طلبت «حدتو» المشاركة فى القرار، وبتداعيات الأزمة خرج «خالد محيى الدين» و«يوسف صديق» من مجلس قيادة الثورة.

فيما خرج «خالد» مبعدا إلى سويسرا تعرض «يوسف» لمحن إنسانية إبعادا واعتقالا ووضعا قيد الإقامة الجبرية بعد أن استقال فى سبتمبر (١٩٥٤) .. أثناء محنة «يوسف صديق» الإنسانية هجا قائد «يوليو» بأقسى الأوصاف:

«لبست المسوخ وضللتنا**ولما حكمت كشفت الفتون».

عندما بدأ العدوان الثلاثى على مصر عام (١٩٥٦) التأمت الجراح بين رفاق افترقوا، وبدا القتال بشرف معنى الحياة نفسها.

هرع إلى ارتداء ملابسه العسكرية للتطوع فى الحرب وقرر «عبدالناصر» رفع الإقامة الجبرية عنه، ووضع تحت إمرته ضباطا ومعلمين عسكريين وسلاحا روسيا حديثا لتدريب المتطوعين. .. فكتب يوسف صديق شعراً في جمال :

«الله أكبر يا جمال جمعتنا ** والعهد دون الحق أن نستشهدا»

فى لحظة الخطر ذاب جليد وتبدت معادن رجال. وعند رحيل «عبدالناصر» كتب أجمل وآخر قصائده :

«أبا الثوار هل سامحت دمعى ** يفيض وصوت نعيك ملء سمعى؟

وكنا قد تعاهدنا قديما ** على ترك الدموع لذات روع».

«بكتك عيون أهل الأرض حولى ** فكيف أصون بين الناس دمعى؟

ويرحل الفارس بدوره عام (١٩٧٥)... ليتذكره النظام بعد الرحيل ويهديه الرئيس السيسي " قلادة النيل العظمى " .

 

الشهيد زكي مراد : 

 

ولد زكي مراد في أول سبتمبر عام 1927 في قرية «أبريم» بالنوبة, كان شاعرا وأديبا ومترجما شيوعياً مصريا، شارك منذ وقت مبكر في الحركة الوطنية المصرية وفي عام 1946 كان عضوا في «اللجنة الوطنية للطلبة والعمال» مما أدى إلى اعتقاله السياسي الأول ثم توالت الاعتقالات  في أبريل 1947؛ وعام 1949 بتهمة الانضمام؛ لتنظيم شيوعي.. شارك عام 1951 في «لجنة الميثاق الوطني», التي كونتها القوى الوطنية أنذاك، وانضم إلى حركة «حدتو», التي وضعت برنامج الجبهة الوطنية الديمقراطية للشعب، كما ساهم في تنظيم المقاومة الشعبية والكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني في منطقة القناة والتل الكبير.

عندما قامت ثورة يوليو 1952 كان من طليعة المؤيدين لها والمدافعين عن توجهها الوطني التقدمي، ولكن عندما اتخذت الثورة نهجا ديكتاتوريا استبداديا عارضها وانتقدها ودعا إلى تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية من أجل عودة الحياة النيابية ولرفض الأحلاف العسكرية؛ مما أفضى به إلى السجن والاعتقال مرة أخرى؛ حيث قدم للمحكمة العسكرية برئاسة «الدجوي» في نوفمبر 1953 بتهمة تشكيل جبهة لإسقاط النظام, وحكم عليه بالأشغال الشاقة ثماني سنوات قضاها في سجن الواحات، ولم يخرج بعد قضاء مدة العقوبة؛ حيث صدر أمر باعتقاله وهو مسجون فظل معتقلا حبيس السجن لمدة أحد عشر عاما متصلة حتى يونيو 1964.

كان في مقدمة من وقفوا بحسم ضد اتجاه التبعية وسياسات الاستسلام التي أنتجها السادات مما أفضى به مرة أخرى إلى السجون والمعتقلات في عام 1975 بتهمة تأسيس تنظيم شيوعي لقلب نظام الحكم، ثم في عام 1977 بتهمة التحريض على انتفاضه 18 و19 يناير وتأجيجها، ثم في عام 1979؛ حيث قبض عليه وظل معتقلا حتى قبيل استشهاده بشهرين عقابا له على تفعيل دعوته لتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية لإسقاط معاهدة كامب ديفيد واتفاقيات السلام مع إسرائيل.

تولى زكي مراد منصب سكرتير عام اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي المصري وما أن أعلن صيحته المدوية في أبريل 1979 بأن «مصر ليست ملكا لماركسي ولا ملكا لوفدي ولا ملكا لناصري ولا ملكا لإخواني أو ملكا لأحد الاتجاهات الإسلامية إن مصر هي ملك لجميع المصريين, والمصرية هنا ليست مجرد انتماء وإنما تحدد بالمواقف، فأنت مصري حقيقي إذا كنت تقف في خندق أعداء الصهيونية وأعداء من هم خلف الصهيونية من قوة الاستعمار العالمي, أما إذا كنت في خندق أمريكا وإسرائيل فلتبتعد عنا, واعلم أن الذي بيننا وبينك هو الكفاح والسلاح, ولتكن النتيجة ما تكون» منذ هذه الصيحة المجمعة المحددة للخنادق التي أطلقها الحالم الثائر تربص به الموت الغادر وأعداء الحرية والكرامة.

ففي يوم 18 ديسمبر 1979 استشهد المحامي الرفيق زكي مراد الذي كان متجها بسيارته للاسكندرية, وكان في حافظة أوراقه الخاصة صورة التقرير السياسي, الذي أعده الحزب الشيوعي المصري «بشأن الموقف من معاهدة السلام "، عندما تعرضت له سيارة مجهولة بالقرب من إيتاي البارود أسرعت على يمين سيارة المناضل زكي مراد ودفعتها دفعا لتنحرف يسارا وتتخطى الحاجز الوسطي من الطريق وتصطدم بسيارة نقل قادمة من الاتجاه المضاد.

 

الشيخ مبارك عبده فضل- الرفيق (داوود) ثم الرفيق (ابراهيم) :

 

سأله زميله الأزهري«ماذا تعرف عن الشيوعية؟. فقال: أعرف أنها تساوي بين الأغنياء والفقراء (إنه إحساس الفقير المطحون الذي دفع عديداً من الشبان النوبيين إلي صفوف الحركة الشيوعية) وسأله ثانية: عايز تبقي شيوعي؟ قالها ببساطة ودون مقدمات، وفأجاب ببساطة «أيوه» وببساطة أصبح الطالب الأزهري عضواً في الحركة المصرية للتحرر الوطني. حيث تلقى تسع محاضرات مطبوعة منها «أمراض المجتمع - تطور المجتمع - الرأسمالية - الاستعمار - الاشتراكية - الفاشية والحرب. وكانت محاضرات مبسطة جداً كل منها حوالي سبع صفحات . ويشرحها لهم طالب سوداني هو عبدالله الأمين .. أسهم مع زكي مراد ومحمد خليل قاسم في بناء القسم النوبي في التنظيم. تم فضله من الأزهر بتهمة الشيوعية .. فاحترف في التنظيم الشيوعي وحضر اجتماعات لجنة بحري وكانت تضم فؤاد عبد الحليم، وحمدي عبد الجواد وفهمي زغلول وعسكري مطافي من الزقازيق اسمه رزق سرور واصبح الشيخ مبارك مسئولا عن قسمين (المحلة ودمنهور) ... يطارد الشيخ مبارك من كل الأنظمة ايام الملك فاروق وايام جمال عبد الناصر ثم السادات وبعده مبارك ... سجن وهو شابا وتوالى سجنه حتى بعد ما اصبح كهلا ضعف بصره لم ترحمه الانظمة من السجن والتعذيب .. ولكنه كان صامداً مصراً على انتمائه للحزب الشيوعي المصري وشارك غي اعادة تأسيسه وأصبح مسئولاً عن العمل التنظيمي يتجول في ربوع الوطن من أجل توسيع العضوية وتثقيفهم وتعليمهم فنون العمل التنظيمي حتى رحل بجسده فقط يوم 13 مارس عام 2000وترك لنا فكره وتعاليمه .

 

عريان نصيف :

 

عريان نصيف النموذج الوطني الاشتراكي معلم لأجيال متتالية منذ الأربعينيات؛ شارك فى النضال الشيوعى المنظم وكان فى طليعة المناضلين من أجل الاستقلال الوطنى، مدافعا عن حقوق العمال والفلاحين والفقراء .

كما شارك فى المقاومة الشعبية لقوات الاحتلال فى القناة فى بداية الخمسينيات، واستمر يقاوم فانخرط فى الكفاح المسلح حتى صدر حكم بالإعدام فى محكمة عسكرية بسبب نضاله من أجل الديمقراطية فى منتصف الخمسينيات.. ثم عدل الحكم للسجن .... وفى 1956 انخرط هو ورفاقه في المقاومة المسلحة ضد العدوان الثلاثي بعد خروجه من السجن مباشرة والذي سرعان ما عاد إليه مرة أخرى ليخرج منه في 1964 ليستمر فى نضاله من أجل الشعب والوطن.. تعرض عريان نصيف لسنوات طويلة من السجن والاعتقال والتعذيب المميت ولكنه صمد، عرف سجون الملك وعبد الناصر والسادات ومبارك وظل يقاوم حتى آخر نفس فى حياته...وكان عريان نصيف فى طليعة من قاموا بإعادة تأسيس الحزب الشيوعى المصري أول مايو 1975  وأسس مع رفاقه جريدة الانتصار أثناء المقاومة الشعبية فى بورسعيد واستمر فى تحرير جريدة الانتصار لسان حال الحزب الشيوعى المصري بعد إعادة التأسيس وحتى آخر أيام حياته ..كان ومازال عريان نصيف أكثر الشخصيات الوطنية المصرية التى ناضلت من أجل حقوق الفلاحين،  مؤسسا هو ورفاقه من الفلاحين والمثقفين الثوريين اتحاد الفلاحين المصريين منذ بداية الثمانينيات، والذي أشهر بعد الثورة مباشرة مع رفيقة نضاله شاهندة مقلد وعبد المجيد الخولى والشيخ عراقي وآخرين.

وعندما تفجرت ثورة الشعب المصري فى ٢٥ يناير نهض من فراش المرض ليحمله الثوار وهو بعكازه يهتف الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد نظام جديد، الشعب يريد عدالة اجتماعية.

وللمناضل عشرات الأبحاث والكتب والألف المقالات التي تناقش قضايا الفلاحين والتنمية والمسألة الزراعية.

محمد مراد :

 

هو محمد بدر الدين محمود مراد ..وشهرته (محمد مراد) واسمه الحركي "كامل"

ولد في مدينة طنطا يوم 16 مارس 1928- قضى محمد مراد قرابة الخمسين عاماً في معترك نضال لا يتوقف ، لم يتحدث يوماً عما فعل ،.. لم يتفاخر بما عاناه في ساعات المحنة الصعبة ، ولا بصبره وصموده ، لم يعقد الأمر، ولم يتفلسف، ولم يقل كلمة غامضة ، فقط وببساطة العامل .. ناضل وقدم كل مالديه للوطن وشعبه وحزبه وعائلته ...حتى آخر أنفاس الحياة ...

في عامه العشرين - عام 1948 قبض عليه بتهمة العيب في الذات الملكية وسب النقراشي رئيس الوزراء .. وتظل القضية تتداول في المحاكم حتى تأتي ثورة يوليو ، وتسقط كل قضايا العيب في الذات الملكية ، لم يطالب "كامل" أو محمد مراد بأي تعويضات ولم يزايد بهذه القضية .....

وعام 1951 بدأ الكفاح المسلح ضد المستعمر الإنجليزي في القناة ..فسافر محمد مراد ضمن "كتائب الأنصار" التى شكلتها منظمة "حدتو الشيوعية" ... وليلة احتراق القاهرة ، وجهت الملكية الفاسدة طعنة للفدائيين الشيوعيين واعتقلوا العديد منهم ..ولكن " الرفيق كامل" تسلل ببساطته المعهودة الى طنطا.. وبعد الثورة عاد محمد مراد مرة اخرى الى منطقة القناة ليستكمل كفاحه المسلح الفدائي ضد المستعمر الانجليزي، للضغط عليهم حتى انسحب الانجليز من مصر .

ويعود محمد مراد الى طنطا وتصبح طنطا بفضل محمد مراد ورفاقه الشيوعيين عريان نصيف وسيف صادق وسعيد النحاس وأحمد عبده والعديد من الرفاق واحدة من قلاع العمل الشيوعي فأنشئوا "دار الفجر الجديد" كأول دار نشر فلاحية في مصر تقوم على اياديهم ... ويبدأ التصادم مع حكام مصر عام 1953 ليحاكم محمد مراد ورفاقه من خلال المحاكم العسكرية .                                  ويعود المستعمر الإنجليزي عام 1956 ومعه الفرنسيين والاسرائيليين ... وينفض محمد مراد يديه من مهامه السياسية ويلبس الاوفرول (ملابس الفدائيين)  ويعود للقناة ليحمل السلاح لثالث مرة ضد أعداء الوطن ...

وعندما انتصرت مصر على العدوان الثلاثي يعود محمد مراد من الاسماعيلية .. ليواصل معركته دفاعاً عن الشعب وعن الديمقراطية ... وفي أول يناير 1959 يقبض على الرفيق "كامل" محمد مراد و47 من رفاقه الشيوعيين .. يبقى الرفيق محمد مراد في السجن حتى عام 1964ويخرج في أبريل 64 ..

ليستكمل حياته النضالية فيشارك في اعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975.. وفي عهد السادات يسجن محمد مراد 6 مرات اخرى .... وفي مايو عام 1986-عهد مبارك- يصدر ضده حكم بالسجن 4 سنوات مرة اخرى ... لكن محكمة النقض في حكم تاريخي لها تلغى الحكم عليه وتبرئه ورفاقه ... ليخرج لمواصلة الكفاح في صفوف حزبنا الشيوعي المصري ليجند الشباب وخاصة شباب العمال..حتى يقرر الرحيل بجسده الذي أنهكه التعب .

 

يوسف درويش :

 

يوسف درويش، المولود في أكتوبر 1910، عاش يحلم بوطن حر غير عنصري منذ سنوات عمره الأولى، حيث تفتحت مداركه على أب يريده أن يرث عمله في صناعة الذهب، لكنه قرر أن يسلك الطريق الذي يختاره بنفسه، وفضّل دراسة الحقوق في القاهرة وإتمام دراستها في فرنسا، ومن هنا بدأت خطواته الأولى نحو طريق نضالي طويل.

عاد «درويش» من باريس شابا ذا فكر يساري يعتنق الشيوعية عن إيمان وعقيدة ومؤمنًا بأن الجميع متساوٍ في الحقوق والواجبات لا يفرق بينهم جنس أو لون أو دين، منبهرا بأفكار الثورة الفرنسية وشعاراتها المستندة إلى العدالة الاجتماعية والحقوق العمالية والحريات، ومن هذا المنطلق قرر الانضمام لحركة أنصار السلام الشيوعية للدفاع عن حقوق المهمشين.. وإنضم للحزب الشيوعي المصري وكانت تجربة انضمامه للحركة ثرية رغم أنه كان في بداياته، حيث التقى من خلالها بصديق عمره ونضاله ريمون دويك، الذي سيظل اسمه ملازما لاسم «درويش» لفترات طويلة، كما التقى بأحمد صادق سعد، الذي توافقت أفكاره مع أفكار «درويش» خاصة فيما يخص حقوق العمال...وفي خضم تصاعد الأحداث في العالم كان «درويش» وزملاؤه يقفون بالمرصاد لمحاربة العنصرية والظلم اللذين تفشيا بشكل كبير في فترة الثلاثينات، وشاركوا مع بول جاكو، مؤسس الحركة، في إصدار منشورات تهاجم الصهيونية والعنصرية وتم توزيعها في شوارع القاهرة قبل سنوات من قيام إسرائيل.. ساهم في إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975 .. وكان نشاط الحركة الشيوعية ملحوظا خاصة في مواقفها المساندة للقضية الفلسطينية والرافضة لموجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وبدوره كان «درويش» محورا أساسيا في ذلك حتى إن الحركة أوفدته نيابة عنها لمقابلة القادة الفلسطينيين الذين حضروا إلى القاهرة طالبين الدعم لقضيتهم.

قرر يوسف درويش العمل في المحاماة وافتتح مكتبًا في شبرا، كي يكون قريبا من هؤلاء الذين يحمل على عاتقه همومهم وأوجاعهم، وتولى الدفاع في القضايا العمالية متبرعاً بأجره في الكثير من المرات، وكان المحامي الرسمي لـ 67 نقابة عمالية أشهرها نقابة عمال النسيج بشبرا الخيمة ونقابة عمال الفنادق والأندية... وتحولت شبرا على يديه إلى مركز للدفاع عن العمال والمهمشين وبدأ في استقطاب عدد كبير من الأفراد يرسخهم لخدمة الفكرة التي يدافع عنها، واستطاع تشكيل جبهة شيوعية قوية تتكون قاعدتها من الثلاثي يوسف المدرك ومحمود العسكري وطه سعد عثمان، حتى إن مصطفى النحاس، القيادي الوفدي، وصف شبرا ذات مرة بأنها تحولت إلى «قلعة حمراء».

ظل «درويش» «بطل شبرا المناضل» لفترات طويلة يدافع عن العمال ويساعد الفقراء ويغضب للمظلومين،

 

جين سيداروس بقطر والحركي "فايزة" :


جين سيداروس بقطر من مواليد 12 أغسطس 1925 حصلت على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، وماجستير في الصحافة ودبلوم في الآثار، وهى واحدة من المناضلات والقيادات النسائية في الحركة الشيوعية المصرية، مصرية صميمة، مولودة من أبوين مصريين وكانت تعمل مدرسة للغة الانجليزية، وقد انضمت للحركة الوطنية فى أربعينيات القرن الماضى عن طريق اشتراكها فى المنظمة الشيوعية "حدتو" والتى كانت تطالب فى ذلك الوقت بتحرير الوطن من الاحتلال الإنجليزى مثل كل التيارات الوطنية. وقد تم اعتقالها فى عهد الملك فاروق حيث القى القيض عليها وحوكمت عسكرياً عام 1949 وبقيت بالسجن بدون محاكمة لمدة عام... إبان العدوان الثلاثي  اشتركت مع كتائب الشيوعيين في المقاومة الشعبية واختيرت  قائدة للحركة الاعلامية الخاصة بالمقاومة الشعبية فقامت ومجموعتها بحث الناس على المقاومة من خلال بيانات وشعارات وطنية - وفى مارس عام 1959 تم القبض على معظم اليساريين المصريين فى عصر عبدالناصر لمدة قاربت من خمس سنوات، وتم تعذيب الرجال بأقصى درجات العنف، مما أدى إلى استشهاد بعضهم وعلى رأسهم المفكر المناضل شهدى عطية الشافعى. وتم اعتقال مجموعة من أشرف سيدات مصر ومن ضمنهن جين بقطر التي  اختطفت من بين أولادها الثلاث الصغار اكبرهم 4 سنوات وتوأم عمرهما 3 سنوات واعتقلت بدون اتهام وتحقيق الا سؤالها عن آرائها فقط واستمرت بالسجن حتى يوليو عام .

درست "جين" في سن 74 السيناريو والإخراج في قصر السينما وبعدها وخرجت فيلم "الحضارة المصرية نبل وسمو وخلود" الذي حصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي عام 2001 من المركز الكاثوليكي للسينما وشارك الفيلم في عدة مهرجانات دولية. ثم أخرجت فيلمها الثاني "اللغة السينمائية عند المصريين القدماء". ............. لم تنقطع علاقتها بالحركة الوطنية اليسارية  وكانت ترعى مناضلي السبعينيات الذين كانوا يطلقون عليها طنط "جين" حتى إعتصام المثقفين ضد وزير الثقافة أيام حكم الاخوان شاركت فيه رغم عدم قدرتها على الحركة فكانت تأتي على العجلة الخاصة بذوي الاعاقة يدفعها ابنها مجدي حسني .

 

فتحية سيد أحمد :

 

رفيقة كفاح الشهيد زكي مراد المحامي سكرتير عام الحزب الشيوعي المصري .. نوبية من "آبريم" نفس قرية الرفيق زكي مراد .. تخرجت من كلية الخدمة الاجتماعية في اوائل الستينات لكي تلحق في العمل باحثة تحت إدارة الدكتور المفكر الراحل سيد عويس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ومن بعد بوزارة الشئون الاجتماعية في عهد عبد الناصر .

شاركت زوجها ورافقته الكفاح ضمن الحزب الشيوعي المصري في صمت ودون ضجيج حتي تم إعتقالها وسجنها مع مجموعة كبيرة من أشرف سيدات مصر وتصبح بعد استشهاد رفيقها زكي مراد أول أمرأة مصرية يصدر بشأنها حكم سياسي .. كافحت ونجحت في تربية أولادها " صفاء وصابرين وصلاح ومحمد"  أسست مع زكية سيد أحمد وآخريات رابطة المرآة النوبية .

 

فاطمة زكي

 

فاطمة زكي رفيقة كفاح وحياة الشيوعي المصري أحمد نبيل الهلالي المحامي......

ولدت فاطمة زكي في 21 ديسمبر 1921 ، ونما وعيها في ظل ذكريات ثورة 1919 ، وذكريات جدتها وتفخر بوطنيتها .. عام 1942 التحقت فاطمة زكي بكلية العلوم ، وكانت الكلية في هذا الوقت بؤرة للنشاط واجتذبتها فكرة العدالة وهي بعد شابة في مقتبل العمر ، وانخرطت فاطمة بحماسة في الحركة الطلابية داخل كلية العلوم ، وكانت تقود الطلاب في مظاهرات ضد الملك والاحتلال في العباسية والمناطق المجاورة ، وحين رشحها زملاؤها لدخول مجلس اتحاد كلية العلوم ، حل عليها الذهول ، وسألت : أنا بنت وأرشح نفسي ضد الأخوان المسلمين؟ وأصر زملاؤها ، وخاضت التجربة ونجحت ، وكانت أول فتاة تفوز بمقعد داخل الاتحاد في تاريخ الكلية .

أصدرت مجلة اسمها " هي " . في عام 1946 شاركت بقوة في الإعداد للانتخابات التي أثمرت فيما بعد " لجنة الطلبة والعمال " التي كان ظهورها حدثا سياسيا ضخما في تاريخ مصر . عام 1947 أنهت فاطمة زكي تعليمها ، وفي المظاهرات التي جرت في 21 فبراير 1948 ألقي القبض عليها في ميدان سليمان باشا ، ودفعها رجال البوليس بالقوة إلي السيارة مع زميلاتها ،! وارتبكت الفتيات ، لكن فاطمة زكي ما لبثت أن قفزت من السيارة إلي أرض الشارع واندفعت تختفي عن أعين البوليس ، لتواصل كتابة الاحتجاجات على جدران الشوارع وتوزيع المنشورات وتنظيم اللقاءات السرية . عام 1949 انتقلت إلي الإسكندرية بتعليمات من التنظيم الشيوعي ، وهناك عكفت على توعية عمال شركة سباهي وغيرها بحقوقهم ، وهي تشير للجميع إلي طريق الخلاص الوحيد الذي تعرفه . واعتقلت فاطمة زكي وظلت في السجن نحو العام ، وكانت المسئولة عن مطبعة سرية . وعندما اندلع الكفاح المسلح في قناة السويس عام 1951 كانت وثيقة الصلة بتعبئة الممرضات وتقديم المساعدات والإسعاف وتدبير الموارد للفدائيين . وخلال العدوان الثلاثي على مصر تطوعت للدفاع المدني ، وتلقت تدريبا في معسكرات الجيش بالقلعة . وعام 1959 ألقي القبض عليها ، وظلت رهينة الحبس أربع سنوات كاملة ، نظمت خلالها إضرابا عن الطعام من أجل تحسين أحوال المعتقلات ، والإفراج عن الجميع ..

شاركت في اعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975.. في الفترة الأخيرة ، وهي على فراش المرض ، وأحوج ما تكون إلي لمسة تقدير رفضت جائزة من ملتقى المرأة لأنه قائم على التمويل الأجنبي . فأيقظت في الحركة النسائية من جديد أن على المصريات أن يخضن معاركهن بالاعتماد على القوى المصرية .

 

شاهندة مقلد 

 

منذ أن وعت وهى فى الصفوف الأولى للمناضلين دفاعًا عن تراب الوطن خاضت شاهندة مقلد أولى معاركها النضالية وهى فى مستهل شبابها كتفا بكتف مع رفيق حياتها المناضل الشيوعي الشهيد صلاح حسين ورفاقه فى مواجهة الاقطاعيين وضد استمرار قهر الفلاحين".

تحملت طوال عمرها مسؤولية الدفاع عن حقوق الفقراء والكادحين من الفلاحين وأسست وقادت اتحاد الفلاحين المصريين وشاركت فى إعادة تأسيس الحزب الشيوعى المصرى عام 1975، وكانت فى طليعة المناهضين لاتفاقية كامب ديفيد ومدافعة جسورة عن حق الشعب الفلسطينى فى تحرير أرضه وإقامة دولته الفلسطينية على الأرض الفلسطينية قبل 67.. كما كانت الرفيقة شاهندة مقلد أيضًا فى طليعة المناهضين ضد الاستبداد والفساد والاستغلال وفى سنواتها الأخيرة لم يمنعها المرض من مواصلة النضال فكانت فى طليعة المشاركين فى ثورة 25 يناير المجيدة وذلك لإسقاط نظام الفساد والديكتاتورية ومن أجل العدالة الاجتماعية والحرية وفى ثورة 30 يونية المجيدة ضد نظام الجهل والإرهاب".

لقد"كانت شاهندة مقلد رمزًا للنضال والصلابة رغم تعرضها للسجن وللاعتقال، وكانت مؤمنة أيمانا جازما بقدرة الشعب المصرى وفى القلب منه الفلاحين المصرين على تحقيق أهداف ثورتهم".

 

فتحية العسال :

 

الكاتبة والثائرة الشيوعية فتحية العسال نصف قرن وأكثر من النضال المشرف حيث انضمت لمنظمة «حدتو» من خلال ذوجها المناضل الشيوعي " عبدالله الطوخي" الذي علمها الكتابة والقراءة فقرأت منشورات حدتو وساعدت في توزيعها وقرأت الكتب الماركسية وارتبط نضالها بشخصيات كبيرة أمثال عبدالرحمن الخميسى وفوزى حبشى وزكى مراد، وسعد زهران وغيرهم الكثير.

اعتنقت الفكر الماركسى ورغم معارضتها لحكم عبدالناصر المتمثل في حكم الفرد، إلا أنها تراه الزعيم الوطنى الأوحد الذي حافظ على القومية العربية وعروبة مصر ساهمت في تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975 واستقبلت في منزلها اجتماعات هامة لقياداته  ومن خلال الحزب الشيوعي المصري وإتحاد النساء التقدمي (حزب التجمع ) لانتزاع الاعتراف بحقوق المرأة، في محاولة تغيير الكثير من القوانين المجحفة بحقها بعزم وإصرار على المتابعة، فقضية المرأة بالنسبة لها جزء لا يتجزأ من القضية الاجتماعية والوطنية العامة. استمدت ورفيقاتها القوة من آلام المكافحين، من معاناة المرأة، من أجل لقمة العيش، من أجل حقوق الإنسان، ومن أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية. رائدة لسنوات طويلة في النضال العربي والعالمي .

أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ساهمت في تكوين اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية، وتدربت مع النساء على الإسعاف والتمريض وحمل السلاح. وقد فقدت جنينها أثناء رمي قنبلة وانبطاحها على الأرض، كانت تقول عن الحرب : "بدت الحرب أكثر بؤساً حين وقعت هزيمة عام 1967 وانعكاس ذلك على المرأة يبدو حين تفقد الأبناء والزوج، وما يحتم ذلك من ضرورة الترميم، مؤكدة ضرورة (انتشار لجان المقاومة وتجهيزها لتكون على أهمية الاستعداد في الحرب وتعزيز مشاركة المرأة في السلم والحرب) ساهمت في المعارك الوطنية قبل أن يكون للمرأة حق المشاركة في الحياة السياسية، مناضلة شيوعية بامتياز منذ نعومة أظفارها، ما من معركة أساسية على طريق التحرر والتغيير إلا وكانت ورفيقاتها  في طليعة صفوفها.

وفي معترك الحياة السياسية والعمل النسائي الاجتماعي اقتحمت فتحية عالم الكتابة والمسرحية الجريئة، وتعتبر أول أديبة عربية تعرض أعمالها على خشبة المسرح، ومنها مسرحية (المرجيحة). و(من غير كلام).. بعدهما قدمت للمسرح تسع مسرحيات ناجحة ومثيرة..(لام ألف همزة لا) و(البين بين) و(بلا أقنعة) التي اعتقلت بسببها، لأنها تعلن رفضها لاتفاقية كامب ديفيد. ومسرحية (سجن النساء). التي كتبتها بين جدران السجن.... كما كتبت فتحية العسال نحو 57 مسلسلاً تلفزيونياً من أبرزها (رمانة الميزان)، (شمس منتصف الليل)، (حبال من حرير)، (بدر البدور)، (هي والمستحيل)، و(حتى لا يختنق الحب).

كما نشرت مذكراتها الجريئة تحت عنوان: (حضن العمر)، إضافة إلى كتابات عديدة للتلفزيون والسينما.

عايشت ثلاث حروب، وزارت المخيمات العربية والملاجئ أثناء حصار بيروت، ومجزرة قانا، وملجأ العامرية في العراق. . شاركت غي العديد من المؤتمرات والاجتماعات العربية والعالمية في اطار دفاعها عن المرأة في كل انحاء العالم .

حازت جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004.

 

ايزيس أرمانيوس :

 

مناضلة شيوعية رافقت القائد الشيوعي عريان نصيف نضاله وحياته إنضمت في وقت مبكر للحزب الشيوعي المصري كما ساهمت في اعادة تأسيسه عام 1975 تولت قيادة العمل النسائي لمحافظة الغربية من خلال اتحاد النساء التقدمي في الوقت الذي كانت فيه مسئولة العمل الجماهيري في الحزب الشيوعي المصري لمنطقة الغربية (القلعة) وقتها كان المرحوم الرفيق / أحمد عبده مدير أوقاف طنطا مسئولا عن الحزب الشيوعي في الغربية (منطقة القلعة )

شاركت القائد عريان نصيف رفيق عمرها منذ ارتباطها به أفكاره ونضالاته وحملت عنه عبأ المسئولية الاجتماعية والاقتصادية طوال سنوات سجنه واعتقاله وانشغاله بهموم الوطن والشعب وفي القلب منهم الفلاحين .

كانت تقيم بمدينة طنطا بجوار سجن طنطا العمومي لذلك كانت مع أعضاء الاتحاد النسائي تجهز وجبات الطعام الطازج والجاهز وتعمل على دخولها باستمرار لعمال غزل المحلة المداومين على الاعتقال في سجن طنطا بسبب الاضرابات والتظاهرات العمالية وترسل لهم جميعا وليس لرفاق حزبها من القيادات العمالية فقط الطعام والأغطية الى جانب لجان الاعاشة التى كانت تشكل من كل القوى الوطنية .

كانت أكثر فترات اعتقالي رفاهية انا وزملائي العمال عندما كنا نعتقل في سجن طنطا. .وذلك لأن مدام ايزيس مدرسة اللغة الانجليزية ومسئولة اتحاد النساء التقدمي بالغربية كانت تسكن خلف سجن طنطا فكانت يوميا تفتح شقتها ومطبخها لعضوات الاتحاد النسائي التقدمي وبعض زوجات الرفاق ليطبخوا ما لذ وطاب من الطعام لتعبر "طبلية "ايزيس من بوابات السجن الى بوابات زنازين العمال في سجن طنطا .

تحملت الكثير للتخفيف عن القائد عريان نصيف أثناء فترات إعتقاله ومرضه التى طالت وطوال حياته حيث كان محترف ثوري بجنيهات بسيطة فكانت هي بالاضافة لنضالها الشيوعي عملت كمدرسة لغة انجليزية في المدارس الحكومية لتساعد في الحياة المعيشية .. لم تُصدم ابدا باعتقالات القائد عريان نصيف المتكررة لأنها كانت عارفة أن هذه الاعتقالات هي ضريبة النضالات ولكنها صدمت بالفعل مرتين الأولى عندما توفى ابنها الأكبر "محب عريان نصيف" .. والثانية عندما فجر الارهابين في ابريل 2017 كنيسة "مار جرجس وقبل وصولها اليها هى وابنها وزوجته وحفيديها "مريم ومحب" ... بعدها ناضلت الأستاذة / ايزيس ارمانيوس،  الامها نتيجة مرضها الشديد حتى تزرع البسمة على شفاه حفيدتها مريم وحفيدها محب.

ثم رحلت بحسدها يوم 17 يناير 2018 لتبقى ذكراها وتاريخها النضالي المشرف نبراسا ينير طريق كل من يريد ان يسلك طريق الاشتراكية العلمية .

 

أحمد نبيل الهلالي :

 

النبيل "أحمد نبيل الهلالى" قديس الحركة الشيوعية كان مدافع صلب فى القضايا الوطنية فى قاعات المحاكم، بدأ نضاله السياسى مبكرا منذ عام 1948 فى تنظيم الحركة الديموقراطية للتحرر الوطنى"حدتو" أهم وأكبر التنظيمات الشيوعية المصرية فى هذا التاريخ والتى إتخذت هذا الإسم بعد اتحادها مع "منظمة الشرارة" عام 1947، وذلك فى بداية إلتحاقه بكلية الحقوق، وظل طوال تاريخه الحافل متمسكا بأجمل وأنبل ما فى هذا الفكر، منحازا للفقراء والكادحين، مضحيا بحياة القصور والسرايات.

ولد" أحمد نبيل الهلالى" فى السابع من أغسطس للعام 1928بمدينة أسيوط وأسلم الروح فى 16 يونيو عام 2006بالقاهرة، وبين رحلة الميلاد والموت حياة حافلة بالنضال والسجون والعمل السياسى والروح الكفاحية بين حركة حدتو والحزب الشيوعى المصرى الموحد1958، حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بعد دفاعه السياسى فى 15 يناير 1959، ومرة أخرى لرفضه لحل الحزب فى 14 مارس 1965، سرعان ما تم إعادة بناء الحزب مع عدد قليل من رفاقه وقياداته التاريخية على رأسهم صديق عمره ورفيق كفاحه "زكى مراد" سكرتير عام الحزب الشيوعي والذى استشهد فى حادث سيارة بعد مهاجمته للسادات ورفض اتفاقية العار (كامب ديفيد)، ليستمر الهلالى ضمن قيادات الحزب بذات الروح النضالية العالية، بعد أن كان قد تخلى نهائيا عن ثروته من ميراث والده "الباشا" آخر رئيس للوزراء بمصر قبل الثورة، ووزع تلك الثروة على الفلاحين الذين كانوا أجراء في الأرض.

وعندما أطلق رفاقه لقب "القديس" عليه، كان ذلك بسبب زهده وإختياره حياة بسيطة ومتقشفة، وصلابته الشديدة فى الدفاع عما آمن به، وليس أدل على ذلك من تكرار دفاعه السياسى عن التنظيم الذى ينتمى اليه، حيث أن الدفاع السياسى يعنى أن يعلن المتهم عن إنتمائه العقائدى للفكر والتنظيم، وأن يطرح فى قاعة المحكمة دفاعه عن هذا المبدأ متحملا تبعات هذا الموقف، وما يترتب عليه من تحدى للسلطة، ومواجهة لعقابها.

حدث هذا مع الراحل العظيم أكثر من مرة، الأولى فيما عرف بقضية الشيوعيين الكبرى، أمام محكمة المجلس العسكرى برئاسة الفريق هلال عبدالله هلال فى 15 أغسطس 1959 وأمام طوفان التعذيب والتهديد في ذللك الوقت العصيب ليقدم دفاعا سياسيا عما يراه الشيوعيون لوطنهم، وأجمع رفاقه أجمعون أن دفاع نبيل كان مثالا رائعا للمناضل الثورى وأن هذا الدفاع كان من أروع ما قدم فى هذه القضية،

المرة الثانية عندما قدم مرافعة قانونية وسياسية فى قضية الحزب الشيوعي المصري عام 1981، والتى كان المتهم الرئيسى فيها، وصدرت هذه المرافعة فيما بعد فى كتاب بعنوان" حرية الفكر والعقيدة , تلك هى القضية"، دفاعا عن حرية الفكر والانتماء، وعن مبادئ وأفكار وخط الحزب، وإختتم نبيل الهلالى مرافعته بالقول (إسمحوا لي أن أختم مرافعتي بأن أعبر عن ثقتي الكاملة في أن ترزية القضايا مهما تفننوا في الاختلاق ومهما أتقنوا من فنون التلفيق سيكونوا عاجزين لا محالة عن تضليل العدالة؛ لأن العدالة تظل لها عينها الساهرة، وهي دوما قادرة على انتشال الحقيقة من تحت ركام الأباطيل..).

لا تملك الا أن تحب قديس الحركة الشيوعية، وأن تحترمه مهما "إختلفت معه" ، لذا فقد إختاره زملائه المحامين بمختلف انتماؤهم لعضوية مجلس النقابة لمدة 22عاما متتالية، وذلك فى الفترة من 1968 إلى 1992، وقد كان ديدنه دائما، وبوصلته السياسية هو حرية الرأي، والدفاع دائما عن أصحاب الفكر حتى لو إختلفوا معه ..... فكان مكتبه مقصداً لكل العمال والمقهورين وكان أشهر مرافعاته في القضايا العامة .. على سبيل المثال قضية أحداث يناير 1977 وقضية إضراب السكة الحديد عام 1986وقضية سجاد المحلة 1986 وقضية حريق قطار الصعيد، ومرافعته فى قضية المستشاريين "هشام البسطاويسي" و"أحمد مكي" وغيرها من القضايا العامة.

رحل بجسده عن الحياة فى 16 يونيو عام 2006 ولم يكن من المستغرب أن يودعه الجميع بكل المحبة والتقدير، فقد ضمت جنازته جميع ألوان الطيف السياسى فى مصر، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، كان فى وداعه التروتسكيين والشيوعيين والناصريين والليبراليين والإخوان والمتشددين دينيا، وحتى ممثلين للحزب الوطنى الحاكم.

وكان رفاقه يودعونه وهم حاملين صوره وأعلام الحزب الشيوعي ويهتفون وراء الرفيق "ناظم" عريان نصيف :"عاش نضال الطبقة العاملة .. عاش كفاح الشيوعين" ... ويهتف المحامي الشاب سيد فتحي من كلمات أحمد فؤاد نجم :     " والهلالي لما قام ، قلعوه توب المحامي ، ولبسوه توب الاتهام ،

والنيابة ع الغلابة ، طبقت بند اللجام " .

 

القائد النقابي / محمد على عامر " شيخ العرب " 

 

العامل " محمد على عامر" ، أحد الرواد البارزين للحركة النقابية والنضال من أجل التحرر الوطنى والاشتراكية فى مصر .. ولد فى 9/نوفمبر/1908 بقرية منطى  بشبرا الخيمة محافظة القليوبية لاسرة فقيرة ..

 أجبره فقرها على أن لا يستمر كثيرا فى مراحل التعليم فخرج بعد نجاحه فى امتحان الصف الثاث الابتدائى و بدأ مشوار الكفاح . بدأ محمد على عامر العمل فى مصانع النسيج , و كان اول مصنع يعمل به هو مصنع شوشة بالزيتون ...انضم مبكراً للحركة الشيوعية "حدتو" وأصبح عضواً في الحزب الشيوعي المصري وشارك في إعادة تأسيسه عام 1975 .. حث زملائه العمال على ضرورة الاشتراك فى انتخابات النقابة العامة لعمال الغزل و النسيج الميكانيكى بالقاهرة و ضواحيها , ثم شكل مع زملائه النقابة العامة لعمال النسيج الميكانيكى , و انتخب رئيسا لها , و ذلك بعد ان حلت الحكومة النقابة , و قام الاخوان بتشكيل نقابة عميلة للامن . و قد شهدت هذة الفترة زخما هائلا و ارهاصات تشكيل نقابات عمالية للدفاع عن حقوق العمال من خلال الوعى الذى تشكل عن طريق الاحتكاك بالاجانب , و بروز واضح للتنظيمات الشيوعية التى كانت تشجع و تدعم النضالات العمالية و تعمل باخلاص على تكريس استقلالية الحركة النقابية .. و ظهور محامين عنوا بالدفاع عن قضايا العمال و المساهمة فى تشكيل وعيهم بحقوقهم الاقتصادية ( محاميين شيوعيين ) مثل الاستاذ احمد نبيل الهلالى و استاذ يوسف درويش .. كانت النقابات التى ساهم في تشكيلها النقابي الشيوعي محمد على عامر تسعى الى تحسين الاجور , و اوضاع العمال و ظروفهم , و تحديد ساعات العمل , و مكافأة نهاية الخدمة , و الحق فى الرعاية الاجتماعية سواء كانت صحية او اسكانية , مؤمنين بأن التنظيم النقابى تنظيم ديموقراطى , حيث الشخصية الاعتبارية لنقابة المصنع او المنشأة و حق الجمعية العمومية فى الانعقاد و سحب الثقة اذا ما خان النقابيون بممارساتهم العمال و المصانع و الشركات . ان نظرة على الواقع النقابى الان تبرز بالدقة كفاح هؤلاء العظام و مجدهم من امثال محمد على عامر و رفاقة .

في أحد مقالاته التى نشرت في مجلة "الطليعة" قال شيخ العرب عن احتفال العمال المصريين في الملكية  : " لا يزال الكثيرون من عمال مصر يتذكرون كيف كان يُقبل عليهم أول مايو فى العهد الماضى البغيض، إبان حكم ( رسل باشا ) وفرقة ( سليم بك زكى والمستر ( ديز) ، وكيف كانت قوات البوليس والأمن تقوم عشية أول مايو من كل عام بحملة على النقابيين الذين يرفضون أن تكون نقاباتهم ملحقة بمكاتب البوليس السياسى ، أو القلم المخصوص ،لا يزالون يتذكرون كيف كانت الاعتقالات تشمل العمال النشيطين ،وكذلك الطلبة والمثقفين الذين ينتصرون للعمال ويعطفون على قضيتهم . كانت قوات الأمن تقبض على هؤلاء الناس الشرفاء وتحجزهم فى أقسام البوليس مع اللصوص والمتسوّلين والنشّالين ، وكانت تبكّر بمحاصرة المصانع منذ الفجر، ويحتلّ الجنود ذوى الخوذات والعصىّ الغليظة والدروع ،كل شبر فى مناطق العمّال الصناعية ، وينتشر المخبرون والمرشدون حول دور النقابات حتى لا يحتفل العمّال المصريون مع زملائهم عمّال العالم بعيد أول مايو ومع ذلك فكانت تتمّ الاحتفالات بعيد أول مايو بأشكال مختلفة ، وفى أماكن مختلفة ،كان العمّال يحتفلون بعيدهم فى الحدائق والحقول والمدافن وحول أهرامات الجيزة بعيدا عن أنظار البوليس والعملاء، وقد تكوّنت على سبيل المثال ، النقابة العامة لعمّال النسيج الميكانيكى وملحقاته بالقاهرة وضواحيها نتيجة لاجتماع تمّ فى مزرعة خلف نقطة بوليس المطرية يوم أول مايو سنة 1946. وعندما كانت تعود قوات البوليس والأمن إلى مواقعها ، وتنسحب من مرابضها آخر النهار ، كانت الحركة بين العمّال لا تتوقّف. فتحدث اللقاءات بينهم فى الحوارى والمصانع وداخل المنازل والمقاهى . يتبادل فيها العمّال التهانى بعيد أول مايو ، ويقدّمون لبعضهم تحيات الأخوّة والزمالة ، ويتبادلون شرب القهوة والشاى وحبات الفول السودانى علامة على الاحتفال المشترك فيما بين المصرين والسودانيين بهذا العيد التاريخى . ولاشك أن من أبرز التطورات التى حدثت فى مجال الحركة العمّالية بعد ثورة 1952 ، هو اعتبار يوم أول مايو عيدا للعمّال ، يحتفل به العمّال والدولة معا " رحل شيخ العرب محمد على عامر عام 1988 وهو يتمنى للطبقة العاملة الانتصار

 

عبد الحميد الشيخ :

 

الرفيق عبد الحميد الشيخ أحد قيادات الحزب الشيوعي المصري والذي شارك في تأسيسه عام 1975هو أحد القيادات العمالية والنقابية كان حبيبا لعمال مطابع دار الشعب ومدافعاً صلباً عن كل عمال مصر والذي اختاره العاملين بدار الشعب لدورات متعددة رئيساً لنقابة عمال دار الشعب وأحد هذه الدورات اختاروه بالاجماع عضوا بالنقابة ثم رئيسا لمجلس ادارتها وهو معتقلاً في سجون النظام .. تولى مسئولية مكتب العمال المركزي في الحزب الشيوعي المصري في فترات العمل السري ومتابعاً نشطاً لكل كوادر الحزب من العمال على مستوى كافة المناطق .. في نفس الوقت تولى مسئولية مكتب العمال المركزي لحزب التجمع الوطني التقدمي الذي كان لفترة واجهة علنية لكوادر من الحزب الشيوعي المصري ..

كما أسس الرفيق عبد الحميد الشيخ مركزاً عماليا " مركز الحريات العمالية " وكان أحد قيادات إتحاد النقابات العالمي وشارك في العديد من مؤتمراته وساهم في الكتابة في نشراته الدولية ... وأسس الرفيق عبد الحميد الشيخ مع رفيقه حسن بدوي جريدة أوراق عمالية والتى كانت لسان حال العمال من القيادات اليسارية وأداة للتثقيف العمالي ونقل الخبرات ونشر اخبار العمال والشركات في كل ربوع مصر .

 

حسين عبد ربه 

 

الرفيق سليمان هو الاستاذ المحامي والمناضل الشيوعي والكاتب والمسرحي والأديب " حسين عبد ربه " استاذ التنظيم والمتابع لمناطق بحري في الحزب الشيوعي المصري ... كان مدرسة في فن التنظيم اكتسبها من خبراته النضالية وسط صفوف "حدتو" وفترات اعتقاله وسجنه في العهد الملكي والناصري والساداتي .. كل حياته وعلاقاته بالرفاق كان يسخرها لنقل خبراته غي التنظيم والأمان الحزبي والتفريق مابين الالتزام الحزبي في الحزب الشيوعي وايضا في حزب التجمع والذي كان يعتبره واجهة للعمل الجماهيري العلني لرفاقه بالحزب الشيوعي المصري .. كانت أغلبية الكوادر الحزبية تعتبره استاذاً ومعلماً لهم ..

هو إبن قرية "ميت سلسيل" بالدقهلية، التى قضى فيها صباه ومطلع شبابه فى رفقة مجموعة من الشباب منهم الشاعر "سمير عبد الباقى"، ليستقر بالأسكندرية بعد أن خرج من حبسة الواحات (1959-1964)، وفى الأسكندرية إقترن بالرفيقة الشيوعية "نازك عباس" ...

الروائي الكبير " صنع الله ابراهيم " يقول في كتابه " يوميات الواحات" الذي القي فيه الضوء عن سنوات حبسه مع رفاقه الشيوعيين المصريين والذي كان من بينهم " حسين عبد ربه" الذي أهداه هذا الكتاب في المعتقلات الناصرية الى جانب تطوره الادبي والسياسي خلال السنوات الخمس التي امضاها في سجن الواحات.

 ويروي ابراهيم ذكريات انتمائه للحركة الديموقراطية للتحرر الوطني (حدتو) ويصف خلال ذلك التعذيب الذي تعرض له ورفاقه بعد سبعة سنوات من قيام ثورة 23 تموز/يوليو 1952 بما في ذلك حفلات التعذيب الجماعي حيث كان يمر السجناء بين صفين من الجنود الذين ينهالون عليهم ضربا بالعصي والسياط، الى جانب الاذلال النفسي الذي كانوا يفرضونه على المعتقلين..وقد ادى التعذيب الى مصرع المناضل الشيوعي البارز شهدي عطية ........ ويبين لنا صنع الله ابراهيم لماذا قرر اهداء هذا الكتاب للشيوعي الجميل حسين عبد ربه :

"خلال السنوات التى قضاها في معتقل الواحات يضع ابراهيم ملاحظاته الادبية وسياق تطوره الكتابي حيث بدأ بكتابة بعض فصول من رواية “الرجل والصبي والعنكبوت” وبضعة فصول ايضا من رواية “خليل بيه” وهي روايات لم تكتمل الى جانب عدد من القصص القصيرة بينها “بذور الحب” و”الذبابة” و”قرص احمر

في الافق”. وكلها تمت كتابتها على ورق البفرة (اوراق صغيرة شفافة تستخدم للف السجائر بالتبغ) والذي قام باخراجها من معتقل الواحات "حسين عبد ربه" الذي اهدى اليه صنع الله ابراهيم هذا الكتاب.

 وكانت الاوراق التي حملها حسين عبد ربه معه تغطي مذكرات مكتوبة عن الفترة الفاصلة بين عام 1962 – 1964 في حين كان الجزء الاول مكتوبا من ذاكرته الى جانب تقديمه لمحة سياسية موجزة عن المرحلة السياسية التي تمر فيها مصر والعالم العربي في حينها وموقف تنظيمه اتجاه هذه الاحداث.

لم يمهله المرض النادر الذي اصيب به فى الكلى والمسمى ( بولى سيستك كيدنى) وهو ما يجعل خلايا الكلى تتحول الى حويصلات تفقد معه وظائفها ... من تحقيق  ما كان يناضل من أجله ضمن صفوف الحزب الشيوعي المصري ورحل عن الحياة ويترك لأعضاء حزبه الحاليين والذين سينضمون لصفوف الحزب تعاليمه التنظيمية وفكره الشيوعي وتاريخه الانساني الجميل .

 

محمد يوسف الجندي(الميلاد يناير ١٩٢٦،والرحيل يناير ٢٠٠٨)

 

هو نجل المناضل الوفدى يوسف الجندى مؤسس جمهورية زفتى وأحد قيادات ثورة 1919.

انضم إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى "حدتو" أكبر المنظمات الشيوعية، وهو شاب لم يتخط العشرين من عمره، حيث تبرع بميراثه للحركة الشيوعية واحترف العمل الثورى ولعب دورا بارزا وقياديا فى اللجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946 التى قادت النضال الوطنى، وكان طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات إما معتقلا أو هارباً داخل مصر وخارج مصر .

وساهم الجندى فى إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري وكان أحد قياداته الرئيسية كما ساهم في تأسيس حزب التجمع عام 1976ليكون واجهة جماهيرية علنية لكوادر الحزب الشيوعي المصري التي ساهمت في تأسيسه والكوادر التى انضمت في السنوات التالية ، و كان حريصا أن يظل التجمع منبرا يضم الشيوعيين والاشتراكين والقوميين والتيار الديني المستنير ، أسس يوسف الجندي من خلال الحزب الشيوعي المصري دار الثقافة الجديدة والتي كانت منبراً ثقاغيا لكل المنتمين لليسار المصري معتمداً وقتها على اصدارات دار التقدم الروسية .

كما كان يوسف الجندي أحد مؤسسي مركز آفاق اشتراكية الذي ترأس مجلس ادارته الرفيق صلاح عدلي الأمين العام للحزب الشيوعي المصري ،والذي بدأ نشاطه من خلال دار الثقافة الجديدة  ، وشارك محمد الجندي في مجلس ادارة مطبوعة " آفاق اشتراكية " والتى كانت تطبع عن طريق دار الثقافة الجديدة .. وظل محمد الجندي ضمن قيادة كل من الحزب الشيوعي المصري ومركز آفاق اشتراكية حتى رحيله في يناير 2008 ....... وكان للرفيق محمد الجندي مؤلفات عديدة أبرزها " اليسار فى الحركة الوطنية المصرية"، "مسيرة حياتى" ثلاثة أجزاء، "ماذا يحدث فى العالم الاشتراكى" ، "سقطة" ، "العولمة والأممية"، "الأزمة التشيكية"، كما ترجم العديد من الكتب منها: "تاريخ المجتمعات ما قبل الرأسمالية "، "أسس الاشتراكية العلمية المادية" .

 

  حسين أشرف

 

المناضل النبيل حسين أشرف القيادي أحد فرسان الحركة الشيوعية المصرية‏ ساهم في تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975..  وكان يرى حزب التجمع كعديد من القيادات والكوادر الشيوعية واجهة علنية للعمل الجماهيري ................... أسس مع الرفاق محمود امين العالم ومحمد الجندي وبهيج نصار وصلاح عدلي وعريان نصيف وصلاح السروي وبهيجة حسين واحمد عبد القوي”مركز آفاق اشتراكية  في جلسة جمعتهم بدار الثقافة الجديدة ولقد كان حسين متحمساً بشدة لتأسيس المركز وساهم مع رفاقه بدعم مادي وعيني ملموس  وتشجيع سياسي وفكري كبير كما ساهم كذلك في تأسيس مكتبة المركز واصدار مجلة “افاق اشتراكية” وحضور ندواتها والمساهمة في الكتابة فيها ولم يبخل حسين دوما بأي جهد أو دعم وكان يقول دائما أن هذا حق الرفاق عليه وأن هذا واجبه وكان يرفض اي كلمة شكر أو ثناء من اصدقائه ورفاقه على هذا الجهد والدعم الكبير.         وكان الرفيق حسين أشرف نموذجا من النماذج المضيئة في الحركة الشيوعية المصرية... فقد كان أكثر أبناء جيل السبعينيات وفاء للحركة الشيوعية ولجيل الاربعينيات والخمسينيات .. حريصا على التعلم منهم والتواصل معهم حتى أخر ايامهم دائم الاتصال برفاقه بالحزب ليذكرهم بمواعيد احياء ذكرى من رحلوا وزيارة من كان على قيد الحياة منهم اثناء مرضهم وكانت آخر زياراته هي للرفيق عريان نصيف بمنزله بطنطا ولم يكن يدري ان الرفيق عريان قد اوشك على الرحيل وأصطحب معه في هذه الزيارة رفاقه صلاح عدلى والمهندس معتز الحفناوي وحمدي حسين ... وبعدها بأيام رحل عنا الرفيق عريان نصيف وبعده بشهور فليلة رحل الشيوعي النبيل حسين أشرف ..الى جانب اهتمامه بجيل الشيوعيين القدامى كان حريصا على تشجيع الشباب والحوار معهم بتواضع ودون تعال، وكان يؤكد باستمرار على ضرورة تجديد دماء الحركة حتى نكمل المسيرة التاريخية التي بدأها الشيوعيون منذ أكثر من مئة عام .

 

الشيخ محمد عراقي 

 

هو أحد القيادات الشيوعية المنحاز بقوة للفلاحين والمقهورين والذي انضم مبكراً الى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني ( حديتو ) ...

ولدعام1922 .. بميت القرشي. ..مركز ميت غمر والده كان مزارع من صغار الملاك ووالدته امرأه ريفيه بسيطه اتجه للتعليم الأزهرى بمدينه الزقازيق محافظه الشرقيه والتي تبعد عن قريه ( ميت القرشي) مسقط رأسه قرابه عشرون كيلو متر

وانتظم (محمد عراقي) في التعليم الازهري بتفوق حتي المرحله الثانويه وفي هذه المرحله( اعتقل الشيخ محمد عراقى) (لأول مره) لانضمامه لتنظيم مناهض للدوله وكان ذلك في عصر (الملك فاروق) وتم فصله من التعليم الأزهرى وتدخل جده لأمه وكان شيخ طريقة بقريه "هريه رزنه" محافظه الشرقيه بلد الزعيم (احمد عرابى) حتى عاد مرة اخري للتعليم بالمعهد الازهري وعاد (الشيخ محمد عراقي) للتعليم ليتفوق ويلتحق بكليه أصول الدين وما لبس ان تم (اعتقاله مره اخرى) لانضمامه لتنظيم ( حدتو) (الحركه الديمقراطية للتحررالوطنى) والذي كان أحد قيادتها         ومسؤل منطقة بحري ، طالت فتره الاعتقال هذه المرة  لمده (تعدت الاربع سنوات) بعدها تم فصله نهائيا من التعليم الازهري ولم تفلح محاولات إعادته للتعليم مره اخري فعمل الرفيق محمد عراقى في ( الترجمه) حيث انه كان يجيد عده لغات بالإضافة لعمله في قطاع الزراعه والتدريس .

وفي عام( ١٩٥٣) تم اعتقال (محمد عراقى) حتي عام (١٩٥٦)بتهمه الانضمام إلى (تنظيم ) (حدتو) الشيوعي ولم يمضي الشيخ (محمد عراقى) سوي سنوات قليله خارج المعتقل حتي تم اعتقاله مره رابعه عام( ١٩٥٩) ليظل بالمعتقل حتي عام (١٩٦٤) ليقضي (خمسة سنوات) بمعتقل ابوزعبل بنفس التهمه الانضمام لتنظيم شيوعي مناهض للدوله ( حدتو)

وفي مايو عام( ١٩٧5) شارك الشيخ عراقي في اعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري  ثم انضم الشيخ محمد عراقى ( لحزب التجمع) ليكون ظهيراً جماهيري له مع رفاقه شاهندة مقلد وعريان نصيف وعبد المجيد الخولي وعبد المجيد الدويل وسعد قنديل ليؤسسوا معاً منظمة ديمقراطية للفلاجين .. تحت اسم " إتحاد الفلاحين المصريين " ويطوفوا البلاد طولاً وعرضاً ليجندوا فلاحين القرى والعزب والنجوع لهذا الاتحاد الذي انتخبه الفلاحين رئيسا للاتحاد .. ويكتب الشيخ عراقي عن قضايا الفلاحين بشكل منتظم بجريدة الاهالي التجمعية  .. ويستمر في نضاله ودفاعه عن الفلاحين والعمال حتى يرحل بجسده عن دنيانا في ديسمبر عام 1997

تاركاً لكل الاجيال التى عاصرته والحالية والقادمة كنزاً من المعرفة والتجارب في كيفية الوصول لفلاحين بلدنا والتعامل معهم وتنظيمهم .....

 

حسني سلامة

 

قيادة تاريخية ناضل ضمن صفوف الطبقة العاملة المصرية بقطاع الغزل والنسيج والتحق بالشركة العربية للغزل والنسيج بالسيوف - الاسكندرية والتي جاء اليها مبكراً من ريف المنصورة بعد انضمامه لصفوف الحركة الشيوعية وبالتحديد لتنظيم حدتو والحزب الشيوعي المصري – وانتخب قائداً نقابياً لعمال الشركة في العديد من الدورات النقابية،وخاض مع رفاقه بالشركة وبقطاع النسيج بالأسكندرية العديد من المعارك العمالية من أجل تحسين ظروف وشروط العمل وتوفير حياة كريمة للعمال وأسرهم.. قاد اضرابات واعتصامات وتظاهرات للعمال بالاسكندرية وسجن لفترات طويلة بسبب انتمائه للحركة الشيوعية والنقابية للدفاع عن العمال شارك في تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975 وانضم من وقتها لمكتب العمال المركزي للحزب الشيوعي المصري ومثله مثل رفاق كثيرون انضموا لحزب التجمع الظهير العلني الجماهيري واصبح ايضاً عضوا قياديا في مكتب العمال المركزي للتجمع ممثلاً لمحافظة الاسكندرية  ، وظل الرفيق حسني حتى اللحظات الأخيرة في حياته  مهموماً بأحوال وقضايا الطبقة العاملة المصرية ومتابعاً لنضالاتها، ومتفانياً في الدفاع عن حقوق العمال ووقف تصفية أو خصخصة مواقع الإنتاج انطلاقاً من رؤية وطنية وطبقية في نفس الوقت.

ويرحل عمنا حسني سلامة في يوم 28 نوفمبر 2020 تاركا لنا تاريخ طويل من الخبرات النضالية والكفاحية وسط صفوف العمال ...........

 

أحمد مصطفى


الرفيق المناضل أحمد مصطفى، الذي تشكلت وانصهرت شخصيته شاباً في بوتقة النضال ضد قوات الاحتلال الإنجليزي، ونضجت في مسار النضال الوطني الشيوعي في صفوغ حديتو والحزب الشيوعي المصري ليكون قائداً ومناضلاً بارزاً..

ولد الرفيق أحمد مصطفى في ١٨أكتوبر١٩٢٥-

رجل لايعرف أنصاف الحلول ولذلك بدأ حياته فدائيا يحمل القنابل ليلقيها على جنود الإحتلال الإنجليزى لمصر بعد أن إنتهت الحرب العالمية الثانية(١٩٣٩--١٩٤٥) وبعد أحداث ٢١ فبراير١٩٤٦ قام بأقناع رفاقه بضرورة العمل المسلح ضد المستعمر وجنوده بعد أن قاموا بتنظيم بعض المظاهرات الضخمة ضد الإحتلال وعملائه من الحكام من أجل الحرية وجلاء المستعمر ودعوة الجماهير للاصطفاف لمقاومة المستعمر وطرده . .

وإستمر البطل أحمد مصطفى ورفاقه فى عملية تجهيز القنابل وهم لايملكون خبرة

فى أستعمال تلك القنابل والطبنجات التى إشتروهامن مالهم الخاص فبحث عن طريقة للتعلم حتى عثرعلى كتاب صغير صادرعن القوات المسلحة لتعلم إستعمال مختلف الأسلحة ومنها القنابل والمسدسات وبدأوا عملية تدريب أنفسهم وحققوا نجاحا كبيرا وبدأوا في تنفيذ العمليات التالية  :

١-الأنفوشى : إلقاء قنابل على سيارة محملة بجنود الإحتلال وقتل وإصابة عدد منهم وكان معه عدد من الزملاء منهم: سعيد عبد المتعال ،عبدالقادر عامر ، مصطفى الدفراوى.

٢-الفراهدة : إقتفاء أثر عدد من جنود الإحتلال من مرتادى البارات المنتشرة فى منطقة اللبان آنذاك وإلقاء قنابل عليهم بمشاركة  بعض أهالى المنطقة فى قتل وإصابة الجنود وفر احمدمصطفى ومن معه هاربين إستعداد للعملية٣

 ٣-الفراعنة( البطالسة ،نادى الضباط البريطانى )

ألقاء قنابل على النادى و إصابة عدد كبير من ضباط الإحتلال مرتادى النادى.

٤-الشلالات : إلقاء قنبلتين على سيارة تحمل جنودا إنجليز تسير فى الطريق. أصيب كل من فى السيارة وفر احمد مصطفى ومن معه هاربين .

ترتب على هذه العمليات إنسحاب اللورد إستانس چينى من المفاوضات البريطانية المصرية إحتجاجا على تقصير الحكومة المصرية فى القبض على منفذى العمليات الفدائية. ولذلك رصد إسماعيل صدقى رئيس الوزراء مبلغ٥٠٠٠ جنيه لمن يدلى بمعلومات عنهم.

قضى البطل أحمد مصطفى ١٣عاما من عمره فى سجون النظم القمعية فى قضايا الشرف والرأى على فترات منهم ٢٢شهرا فى قضية القنابل ؛ ٨ سنوات فى قضية حيازة وتوزيع منشورات ضد نظام الحكم (محكمة الدجوى)

والتهمة : العمل ضد النظام الملكى والدعوى لإقامة نظام جمهورى. وهكذا يستمر البطل فى النضال حتى شارك فى إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975 - ثم حزب التجمع اليسارى١٩٧٦ كظهير علني جماهيري وأصبح من قياداته ومن قيادة الحزب الشيوعى المصرى مسئولا للتثقيف به ثم مسئول منطقة الإسكندرية بعد المرحومين/ حسين عبدربه وعيد صالح .

وفى عام١٩٧٨خاض معركة إنتخابات مجلس الشعب ضد مرشح الحكومة بعد إخلاء دائرة الجمرك بوفاة المرحوم الشيخ /عاشور نصر وكانت معركة كبيرة بين اليسار وبين حكومة ونظام انور السادات وحضر مؤتمراتنا الجماهيرية قيادات اليسار المصرى بكل أطيافه وفصائله ومنهم الأستاذ خالد محيي الدين ود/ فؤاد مرسى ود إسماعيل صبرى عبد الله وعبد الحميد الشيخ والنائب/أبو العز الحريرى وغيرهم من القيادات المركزية بالقاهرة - وفى أحد المؤتمرات بشارع إسماعيل صبرى هجمت حملة بوليسية مسعورة لإفشال مؤتمر الرفيق  وتم القبض على 11 من أنصار الرفيق أحمد مصطفى منهم أبو العز ألحريرى والرفيق سعيد الصباغ وتسعة من الرفاق وتم الإفراج عن  الرفاق بعد أربعة أيام عدا الحريرى الذي تم ترحيله.

وحصل مرشحنا أحمد مصطفى على أصوات عالية تؤهله للإعادة وضمان الفوز لكن تدخلت أصابع التزوير الفاضح لصالح مرشح الحكومة كالعادة. 

كان ومازال مثقفا موسوعيا كبيرا فى كل مناحى الحياة ومختلف العلوم بأنواعها وقام بكتابة العديد من الدراسات والأبحاث الفكرية سواء داخل مصر أو خارجها وبالتحديد فى اليمن حيث كان مسئول الحزب الشيوعى المصرى هناك. وفى عام ٢٠١٠ ترجم كتاب لعبة الشيطان للكاتب الأمريكى اليسارى روبرت دريفوس وقام بمراجعته الأستاذ الدكتور/عبد المنعم خربوش وقد صدر عن دار الثقافة الجديدة ويقع فى٣٨٧ صفحة.

رغم تقدمه فى السن فقد شارك مع رفاقه وشعب الاسكندرية فى ثورتى ٢٥يناير و٣٠ يونية المجيدتين.

 

هاني عمار

 

ولد عام 1963بمنطقة كرموز بالأسكندرية لأب صعيدى هاجر من قريته فى محافظة أسيوط الى الأسكندرية مع الكثير من أبناء قبيلته حيث إستقروا فى حى كرموز وكوم الشقافة وغيط العنب وكفر عشرى بالقبارى وهى من المناطق شديدة الفقر والتهميش بالاسكندرية، وإستطاع الأب من خلال العمل بالتجارة والمقاولات والمطاحن أن يكون ثروة لا بأس بها، وفى مرحلة مبكرة انتمى إبنه هانى (الذى عرف فى محيط أسرته بإسم عصام) لتنظيم الطلائع بحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدودى ذو النزعة اليسارية حيث كان للحزب الشيوعى المصرى اليد الطولى فى التجمع بحكم دخول معظم كوادره وأعضائه الى جميع مستوياته لاعتباره ظهير للعمل الجماهيري علني ، وقد دخل هاني عمار التجمع فى عام 1979 فى أتون معركة الحزب ضد إتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية مع الكيان الصهيونى، فى تلك الأيام كان المقر الرئيسى لحزب التجمع بالأسكندرية فى شارع الإخشيد بمنطقة القبارى القريب جغرافيا من منطقة كفر عشرى حيث تقيم الأسرة، وكان للموقف الشجاع من الحزب وقتها من تلك المعاهدة المشئومة صدى واسعا فى كل مكان وخاصة فى التجمعات السكانية المحيطة بالمقرات، بعدها بفترة قصيرة تم إنضمامه للحزب الشيوعى المصرى الذى كان يعمل بشكل سري، بعدها إبتعد الراحل عن العمل العلنى لسنوات ثم عاد الى العلنية فى صفوف التجمع وخاض بشكل حركى جميع المعارك السياسية والإنتخابية له حتى قررت قيادات الحزب الشيوعى الخروج من التجمع والعمل بإستقلالية فلم يتردد لحظة فى النضال تحت راية الحزب الشيوعى .

شارك الرفيق فى جميع المعارك الجماهيرية التى سبقت ثورة 25 يناير وخاصة تلك التى تمحورت حول إستشهاد "خالد سعيد" وتم القبض عليه أكثر من مرّه ودخل الى سجن أبو زعبل لمدة شهور واختاره رفاقه في معتقل ابو زعبل 1989مسئولاً للتثقيف، وكان قائدا مغوارا فى أحداث الثورة وفى جميع المظاهرات وخاصة قيادته للمظاهرة الأولى بالأسكندرية فى 25 يناير 2011 وفى جميع المظاهرات والإعتصامات والفعاليات بعد ذلك التاريخ، وكان يسير مع رفاقه والجماهير إسبوعيا من أمام جامع إبراهيم حتى المنطقة العسكرية الشمالية بسيدى جابر، يجلس بعدها على مقهى قريب ويجمع حوله جميع القيادات الميدانية بالأسكندرية لتبادل الآراء فى الخطوات القادمة، لا يبخل بماله ولا جهده وصحته من أجل الثورة والحزب والقضية.. تبرع بشقته لتكون مقراً مؤقتاً للحزب الشيوعي المصري في حياته حيث كان هانى عمار مسئول محافظة الأسكندرية وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري وخاض رحلة نضال طويلة وشاقة فى سبيل تحقيق حلمة وحلمنا لإقامة الاشتراكية وتحقيق الديمقراطية وانهاء التبعية واستكمال ثورة الشعب المصري،واجه هاني عمار منذ سنوات شبابه الاولى بشجاعة قمع الانظمة الاستبدادية فى ظل حكم السادات ومبارك وحكم الاخوان الفاشي وتم اعتقاله وملاحقته مرات عديدة الا انه ظل ثابتا على مبادئه وفياً لافكاره لم يتزحزح ولم يتردد فى اى لحظة...وكان الرفيق هاني عمار حريصاً على العمل الجبهوي مع كل القوى الوطنية والديمقراطية حيث أسس مع الزملاء لجنة التنسيق مع كافة القوى الديمقراطية والمدنية فى الاسكندرية ومشاركاً فى كل الفعاليات والمظاهرات والمعارك الشرسة فى مواجهة قوات الأمن وميليشات القوى المعادية للثورة رغم ظروف مرضه الصعبة .وتصدى هاني عمار لكل الدعوات المتخاذلة للحوار مع السلطة الاخوانية الفاشية ورفض بحسم المشاركة فى أى انتخابات فى ظل هذه السلطة وظل ممسكاً بالبوصلة الصحيحة مع شباب الثورة في أن ثورة الجماهير الشعبية هى وحدها الكفيلة باسقاط حكم الإخوان.

وكان الرفيق هاني منادياً دائماً بضرورة وحدة افراد وقوي اليسار وتفعيل دوره لكي يلعب دوراً طليعياً في النضال الثوري ولذلك ساهم فى تأسيس لجنة تحالف النضال الثوري"تحالف القوى الاشتراكية" فى الاسكندرية ..وكان يؤكد دوماً على اهمية تجديد دماء الحزب وحريصاً على التواصل مع الشباب الثوري من كافة الفصائل الوطنية والديمقراطية.

ومثل رحيل الرفيق هاني عمار في 7 يونية 2013  خسارة كبيرة لحزبنا بل هو خسارة لكل الحركة الوطنية ولكل القوى المنادية بالديمقراطية والاستنارة والدولة المدنية الحديثة ..الرفيق هاني عمار لم يرد طلباً للحزب حتى في اصعب الظروف ولم يبخل باى شئ فى سبيل بناء الحزب وتطوير دوره فى الحركة الثورية .

وكان الرفيق العزيز يتمني ان يطيل الله فى عمره لكى يرى نجاح الثورة المصرية فى الاطاحة بكابوس حكم الاخوان .ونعاه الامين العام للحزب الشيوعي صلاح عدلي قائلاً بأننا "سنواصل النضال حتى يتحقق حلم الرفيق هاني عمار وسيكون معنا دائماً بروحه وأفكاره التى تلهمنا لإستكمال الطريق حتى يتحقق النصر" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموضوعات التي قدمها الحزب الشيوعي المصري وشارك بها في الحوار الوطني وورش الحركة المدنية الديمقراطية في أكثر القضايا التي تشغل اهتمام شعبنا

الموضوعات التي قدمها الحزب الشيوعي المصري وشارك بها في الحوار الوطني وورش الحركة المدنية الديمقراطية في أكثر القضايا التي تشغل اهتمام شعبنا ...