بيان عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب
الشيوعي المصري يوليو 2019
اجتمعت اللجنة
المركزية للحزب الشيوعي المصري يوم الجمعة 12يوليو 2019 لمناقشة مشاريع التقارير
المقدمة من المكتب السياسي, وهي :
1- مشروع التقرير السياسي حول الوضع
الداخلي والتطورات على الساحة العالمية والعربية والإقليمية.
2- مشروع تقرير عن الأداء الحزبي العام في الفترة بين
اجتماعي اللجنة المركزية واقتراحات لتطوير الأداء التنظيمي.
3- مشروع تقرير عن خطة التثقيف الحزبي للشهور الستة
المقبلة.
شهد الاجتماع
مناقشات عميقة حول مشروع التقرير السياسي، انتهت إلى الاتفاق مع التوجهات والرؤى
العامة الواردة فيه ، والتأكيد على صحة المواقف
التي اتخذها الحزب والبيانات الصادرة عن هيئاته القيادية في مواجهة الأحداث التي
مر بها المجتمع والمنطقة والعالم على كافة الأصعدة . وكلفت المكتب السياسي بإعادة
صياغة التقرير على ضوء ما تم من مناقشات ، كما طرحت بعض القضايا التي تستوجب إعداد
الدراسات العاجلة بشأنها تتعلق بالمشروعات الاقتصادية الحالية وعلاقتها بالتنمية ،
وبالتغيرات في سوق العمل وأوضاع الفلاحين والطلاب وتأثيرها على الحركة النقابية
والنضالية لكل منها ، وقضيتي تطوير التعليم والصحة من منطلق وطني وباعتباركل منهما
حقاً أساسياً للمواطنين.
................................................(وسيصدر خلال الأيام
القليلة القادمة التقرير السياسي)
وبالنسبة للأوضاع
الداخلية:
أكدت اللجنة المركزية على موقف الحزب الرافض للسياسات الاقتصادية
والاجتماعية المنحازة للرأسمالية الكبيرة والتي أدت إلى غلاء غير مسبوق اكتوى
بناره الفقراء والكادحين، وتزايد التدهور والمعاناة في أحوال العاملين بالأجر
وأصحاب المعاشات خلال عامي 2018، 2019، وزيادة التدهور بعد قرارات الحكومة مطلع
يوليو الحالي ببدء تنفيذ المرحلة الرابعة من مراحل تعهدها لصندوق النقد الدولي
برفع أسعار الكهرباء والمحروقات وإلغاء الدعم ، ومن ثم المزيد من ارتفاع أسعار
كافة السلع والخدمات ، خاصة مع تحويل كافة الحقوق الاجتماعية إلى مجالات استثمارية
هادفة للربح مثل الحق في الصحة والتعليم وغيرها.
ويقابل ذلك زيادات هزيلة في المعاشات مع تعطيل تنفيذ حكم القضاء النهائي
بشأن ضم العلاوات الخمس على الأجر المتغير لأصحاب المعاشات، وعلاوات هزيلة لأصحاب
الأجور لن يتم تطبيقها على أكثر من 18 مليون عامل بالقطاع الخاص وعمال العديد من
شركات قطاع الأعمال العام .
وعبرت اللجنة المركزية عن رفضها ادعاء السلطة الحالية وأسلافها بأنه لا
يوجد طريق لإصلاح الاقتصاد المصري إلا أجندة الاحتكارات الرأسمالية وصندوق النقد
لدولي، مؤكدة أن الحزب يمتلك مع القوى الوطنية والتقدمية رؤية اقتصادية واجتماعية
بديلة ومتكاملة ، تم طرحها في أكثر من مناسبة ، تستهدف الإصلاح الحقيقي للاقتصاد
والتنمية الشاملة والمستدامة ، لتحقيق أهداف ومطالب الشعب المصري في حياة إنسانية
ومستقبل أفضل ، وهذه الرؤية أساسها تشجيع القطاعات الإنتاجية في القطاعين العام
والخاص، وتحفيز الادخار مع الاستفادة من الاستثمار الأجنبي حسب الخطة الموضوعة وفي
المجالات المطلوبة ، وإعادة دور القطاع العام كقاطرة للاقتصاد القومي وإعادة تشغيل
مصانعه المعطلة، ووقف عمليات الخصخصة،ومنع الاستيراد السفيه للسلع الترفيهية وغير
الضرورية والتي لها مثيل محلي، وفرض ضرائب تصاعدية على الثروات والممتلكات
والأرباح الرأسمالية دون فرض أي أعباء جديدة على الطبقات الشعبية المسحوقة ،
واتخاذ إجراءات جذرية رادعة لمحاربة الفساد والاحتكار .
** وأشارت اللجنة المركزية إلى مخاطر استمرار حصار السلطة للأحزاب
والنقابات العمالية والمهنية والجمعيات
والمنظمات غير الحكومية ، وخنق مظاهر الحياة السياسية والديمقراطية في البلاد،
وتخوين المعارضين المدنيين وتلفيق التهم لهم، وغلق كل المنافذ الإعلامية أمامهم
واستمرار حبس العديد من السياسيين والشباب المعارضين والمتظاهرين السلميين، كما
أكدت أن التعديلات الدستورية الأخيرة تشكل منعطفاً خطيراً يهدد تطور الحياة
الديمقراطية في البلاد.
وعبرت اللجنة المركزية عن رفضها تبريرات السلطة للممارسات المعادية للحريات
وتعليق مسئولية كل المشاكل والأزمات التي تواجهها البلاد على شماعة المؤامرات
الداخلية والخارجية ، مؤكدة أنه لا يمكن نجاح أي مؤامرة في تحقيق أغراضها ما لم
تجد وضعاً داخلياً هشاً وسياسات وممارسات تزيد من معاناة الجماهير، مما يتيح
لهؤلاء المتربصين - في الداخل والخارج - تحقيق أهدافهم ، وأن الطريق الوحيد الصحيح
لحماية مصر من أية مؤامرات هو وجود برنامج وطني لتحقيق ديمقراطية حقيقية وتنمية
شاملة تلبي حاجات ومطالب الأغلبية العظمى من الجماهير، ويلتف حوله الشعب من خلال
الوعي به والممارسة الديمقراطية الفعالة لتحقيقه.
وترى اللجنة المركزية أن نجاح الحركة العمالية في تعديل قانون التنظيم
النقابي وإيجاد ثغرة في جدار احتكار اتحاد نقابات العمال الحكومي للحركة النقابية ،
ووجود عدد من المنظمات النقابية المرتبطة بعمالها والخاضعة لإرادة جمعياتها
العمومية يشكل بارقة أمل قابلة للامتداد والتوسع مع تواصل نضال الحركة العمالية الاحتجاجية
والمطلبية .
** وعبرت اللجنة المركزية عن إدراكها للأوضاع الحرجة التي تمر بها البلاد وأن
خطر جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها في الداخل والخارج مازال قائماً رغم مواجهة
النظام الأمنية والعسكرية الحاسمة للإرهاب والضربة القاصمة التي وجهت إلى تلك
الجماعة والرفض الشعبي العارم تجاهها ، مؤكدة أن القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة
شاملة تجفف منابعه السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية ، كما عبرت عن إدراكها
للظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والأخطار التي تحيط بمصر من جماعات الإرهاب
في سيناء والدول المجاورة أو بسبب تربص قوى الامبريالية والصهيونية والرجعية
العربية ومؤامراتها لإبقاء مصر دولة ضعيفة تابعة .
لذلك، ورغم وضوح موقف الحزب بضرورة تعبئة الطبقات الشعبية وتوحيد صفوف
اليسار للضغط على النظام من أجل وقف الممارسات والإجراءات المعادية للحريات
ولمصالح الجماهير الشعبية، فإن اللجنة المركزية تؤكد على رفض المشاركة في أنشطة
بعض جماعات المعارضة التي لا تميز نفسها عن قوى الإسلام السياسي.
وبالنسبة للقضايا العربية:
أكدت اللجنة المركزية أن إسرائيل كانت وستظل هي العدو الرئيسي لشعوبنا
العربية ، وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في نضال هذه الشعوب ، وأن الموقف الموحد والقوي للشعب الفلسطيني بكافة هيئاته الرسمية والشعبية
وأحزابه وفصائله الوطنية كان العامل الحاسم في إفشال ورشة المنامة المشبوهة ، وأن
إسقاط صفقة القرن والمخططات الأمريكية الصهيونية واستمرار النضال الفلسطيني حتى
تحقيق كافة أهدافه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين
مرهون بإنهاء الانقسام ووحدة كل الفصائل الفلسطينية وتطوير أداء منظمة التحرير
الفلسطينية على أسس ديمقراطية واستخدام كافة وسائل النضال لتحقيق تلك الأهداف.
كما أكدت المناقشات ما ورد في التقرير من أن المنطقة وحركة التحرر الوطني
العربية تشهد أوضاعاً خطيرة تهدد جميع دول وشعوب المنطقة العربية ، وذلك على الرغم
من التراجع النسبي للدور الأمريكي ، حيث أن هذا التراجع النسبي يصاحبه تصعيد في السياسة
العدوانية الأمريكية على شعوبنا العربية ، تمثل بشكل خاص في قرارات ترامب التي
تنتهك الشرعية الدولية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، بنقل السفارة الأمريكية إلى
القدس وإعلان موافقة امريكا على ضم أراضي الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل ،
كما تتجلى في زيادة الوجود العسكري الأمريكي في الخليج بشكل خطير، والتهديد بشن
حرب مباشرة أو بالوكالة على إيران، مما يشكل تهديداً - للعالم ولكل شعوب المنطقة
بلا استثناء، ولن يستفيد منها سوى إسرائيل . ويتم ذلك بتشجيع سعودي إماراتي وهرولة
علنية من العديد من الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل والمشاركة في ورشة البحرين
المشبوهة رغم رفض الشعب الفلسطيني بجميع أحزابه ومؤسساته الشعبية والرسمية لها،
مما يستوجب استنهاض كل قوى التحرر الوطني العربية وفي القلب منها الأحزاب الشيوعية
وقوى اليسار .
** كما أكدت اللجنة المركزية دعمها الكامل لثورة الشعب السوداني حتى
تحقق أهدافها في إسقاط بقايا النظام القديم والبدء في إعادة بناء السودان المتحرر
من التبعية والمتخلص من حالة الانقسام وجماعات الإرهاب، سودان ديمقراطي موحد على
طريق السلام والتنمية الوطنية الشاملة والعدالة الاجتماعية وعلاقات التعاون
المتبادل مع دول الجوار وكافة دول العالم ، كما وجهت اللجنة المركزية التحية والتقدير
للشعب السوداني البطل ولقوى إعلان الحرية والتغيير، كما تحيي وتثمن الدور البارز
للحزب الشيوعي السوداني في سنوات ما قبل الثورة وخلالها والمستمر في قلب العملية
النضالية السودانية ، مؤكدة ثقتها في قدرة قوى الحرية والتغيير مجتمعة على تحقيق
طموحات الشعب السوداني ، والتي قدم من أجلها بطولات وتضحيات عظيمة.
** وأكدت اللجنة المركزية أيضاً متابعتها باهتمام الانتفاضة الشعبية
العارمة في الجزائر ضد نظام استبدادي شاخ على مقاعده وتفشى فيه العجز والفساد ونهب
الثروات .
** كما أكدت اللجنة
المركزية على ضرورة تفعيل الدور المصري، المنطلق فقط من مصالح الأمن القومي المصري
، على الساحة العربية ، ورفض التحالفات الرجعية العربية ومشروعات الأحلاف
الأمريكية الصهيونية ، وخاصة حلف "الشرق الأوسط الاستراتيجي" الذي
يستهدف استبدال العدو الصهيوني بالعداء لإيران.
*** وبالنسبة لتقرير الأداء الحزبي
العام والاقتراحات التنظيمية لتطويره،
أشادت اللجنة
المركزية بأداء الحزب خلال الفترة الماضية على المستوى السياسي وبالرصد الموضوعي
له في التقرير دون تهويل أو تهوين، مشيرة إلى أوجه القصور في الأداء التنظيمي التي
تنعكس بدورها على الأداء الحزبي العام خاصة بالنسبة لهيئات الحزب في المحافظات. وأقرت
اللجنة المركزية الاقتراحات التنظيمية الواردة في التقرير لتطوير وتفعيل أداء كافة
هيئات الحزب على المستويات السياسية والجماهيرية والتنظيمية.
*** وبالنسبة لخطة التثقيف:
أقرت اللجنة المركزية خطة التثقيف للشهور الستة
المقبلة ، المقترحة من المكتب السياسي للحزب .
القاهرة في/14يوليو
2019
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق